أو في الإدرك (أو قال) شك من الراوي: (إن ربي زوى لي الأرضَ، فأريت مشارقَها ومغاربَها، وإن مُلْكَ أمتي سيبلغ ما زوي لي (٣) منها، وأُعطِيْتُ الكنزين: الأحمر) الذهب، (والأبيض) الفضة، ولعل المراد بالكنزين: كنزا كسرى وقيصر مَلِكَي العراق والشام، كذا قال النووي (٤).
(وإني سألت ربي تعالى لأمتي أن لا يهلكها بسنة) أي قحط (بعامَّةٍ) أي: تعم وتشمل جميعَ الأمة فتهلكها (ولا يُسَلِّطَ عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم) أي: كافرًا (فيستَبِيْحَ بَيْضَتَهم) قال في "النهاية"(٥): بَيضة الدار: وسطها ومعظمها، أراد عدوًا يستأصِلُهم ويُهْلِكُهم جميعًا.
(وإن ربي قال لي: يا محمد) - صلى الله عليه وسلم - (إني إذا قضيتُ قضاء فإنه لا يُرَدُّ، ولا أهلكهم) أي: قضيت قضاءً في أمتك أني لا أهلكهم (بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضَتَهم،
(١) في نسخة: "فرأيت". (٢) في نسخة: "عامة". (٣) قال صاحب "الدرجات" (ص ١٧٦): توهم بعضهم أن "مِنْ" تبعيضية، فكيف في أول الكلام استيعاب، ويرد آخره للنبعيض، وليس كذلك؛ فإن الآخر تفصيل للإجمال، أي: زُوِيتْ لي الأرضُ كلُّها، ثم تفتَحُ شيئًا فشيئًا منها حتى تُفتَح كلُّها، وهذا معنى تبعيضها، انتهى. (ش). (٤) انظر: "شرح صحيح مسلم" (٩/ ٢٤١). (٥) "النهاية" (١/ ١٧٢).