(فقال - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تحسبن) بكسر السين (ولم يقل) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تحسبن) بفتح السين.
وغرض المصنف بهذا الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكلم هذا اللفظ، أي لفظ: "لا تحسبن" بكسر السين، وإنما ورد في القرآن الواقع في قوله تعالى:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}(٢) بقراءتين، وهي قراءة جمهور القراء، وفتح السين قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة، وتتمة الحديث: "لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها , لنا غنم مائة، لا نريد أن يزيد، فإذا ولَّد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة".
٣٩٧٤ - (حدثنا محمد بن عيسى، نا سفيان، نا عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس قال: لحق المسلمون رجلًا في غنيمة) بضم الغين تصغير غنم، ولفظ رواية أحمد (٣): "مَرَّ رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يسوق غنمًا" (له) وهذا الرجل هو عامر بن الأضبط الأشجعي، وقيل: محلم بن جثامة، وقيل: غالب بن الكنود، وقيل: أبو الدرداء.
(فقال: السلام عليكم) فقالوا: ما يسلم علينا إلَّا ليتعوذ منا، فعمدوا إليه (فقتلوه، وأخذوا تلك الغنيمة) زاد أحمد: "فأتوا به النبي - صلى الله عليه وسلم -" (فنزلت:{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ} بإثبات الألف، قرأ نافع وابن عمر
(١) في نسخة: "السلم". (٢) سورة آل عمران: الآية ١٦٩. (٣) "مسند أحمد" (١/ ٢٢٩).