السليطي (٤)، ويقال: البرجمي، له صحبة، (أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم) على يديه (ثم أقبل راجعًا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد) أي: مربوط بالوثاق الشديد.
(فقال أهله: إنا حُدثنا) بصيغة المجهول (أن صاحبكم هذا) يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قد جاء بخير، فهل عندكم شيء تداوونه؟ ) أي: هل عندكم من دواء، أي: رقية (فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوني مئة شاة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هل إلَّا هذا؟ ) أي: هل قرأت غير الفاتحة (وقال مسدد في موضع آخر: هل قلت غير هذا؟ قلت: لا، قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خذها) أي: المائة شاة جميعها (فلعمري) قسم (لمن أكل) الشيء (برقية باطل، لقد أكلتَ برقية حق).
وفيه دليل على أن الرقية على قسمين: حق وباطل، فرقية الحق: ما كانت بالكتاب والسنَّة أو غيرها من ذكر الله تعالى، وإن كانت بغير ذلك مما لا يعرف معناه لا يجوز لاحتمال أن يكون فيها كفر، قاله ابن رسلان.
(١) في نسخة: "النبي". (٢) في نسخة: "جاءكم". (٣) في نسخة بدله: "عندك شيء تداويه". (٤) في الأصل: "الملطي"، وهو تحريف. انظر: "أسد الغابة" (٣٧٥٠).