واحتج بما روي عن عائشة - رضي الله عنها -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كُفِّنَ في ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة"(٢).
ولنا ما روي عن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - أنه قال:"كفنوني في قميصي، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُفِّنَ في قميصه الذي توفي فيه"(٣). وهكذا روي عن ابن عباس:"أنه عليه السلام كُفِّنَ في ثلاثة أثواب، أحدها القميص الذي توفي فيه"(٤).
والأخذ برواية ابن عباس أولى من الأخذ بحديث عائشة؛ لأن ابن عباس حضر تكفينَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودفَنه، وعائشة - رضي الله عنها - ما حضرت ذلك، على أن معنى قولها:"ليس فيها قميص" أي لم يتخذ قميصًا جديدًا.
٣١٥٢ - (حدثنا قتيبة بن سعيد، نا حفص، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة) - رضي الله عنها - (مثله، زاد: مِنْ كرسفٍ، قال: فَذُكِرَ لعائشة قولهم: في ثوبين وبرد حبرة، فقالت: قد أتي بالبرد، ولكنهم) أي الصحابة (ردّوه ولم يكفنوه) أي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (فيه).
٣١٥٣ - (حدثنا أحمد بن حنبل وعثمان بن أبي شيبة قالا:
(١) زاد في نسخة: "أبو داود". (٢) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ٢٢٣)، والبخاري في "صحيحه" (١٢٦٤) ومسلم في "صحيحه" (٩٤١)، وأبو داود (٣١٥١)، والنسائي (٤/ ٣٦)، وابن ماجه (١٤٦٩). (٣) أخرجه أحمد في "مسنده" (٦/ ٤٠)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (٦١٧٨). (٤) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٤٠٠).