فإنه - صلى الله عليه وسلم - دعا لها أولًا على حسب سؤالها، ثم أخبر بإجابة الدعاء، فأخبرها بأنك منهم.
(قالت) أي أم حرام: (ثم نام فاستيقظ وهو يضحك) فرحًا وسرورًا (قالت: فقلت: يا رسول الله ما أضحكك؟ فقال مثل مقالته) أي الأولى (٣)(قالت: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنت من الأوَّلين)، قال القرطبي: الأولى (٤) في أول من غزا البحر من الصحابة، والثانية (٥) في أول من غزا البحر من التابعين، قلت: بل كان في كل منهما من الفريقين، لكن معظم الأولى من الصحابة والثانية بالعَكس.
(قال) أي أنس: (فتزوجها عبادة بن الصامت) أي تزوجها بعد تلك المقالة
(١) في نسخة: "مايضحكك؟ ". (٢) في نسخة: "فقلت". (٣) يشكل على هذا ما أَطْبَقَ عليه أهل التاريخ والحديث كون يزيد في هذه السرية، ويزيد الإشكال لفظ البخاري في "باب قتال الروم " بلفظ "مغفورٌ لهم"، ومال الشاه ولي الله في "تراجمه" (انظر: "لامع الدراري " ٧/ ٣٨٦) إلى أنه لا يثبت بهذا إلَّا كونه مغفورًا له فيما سبق, لأنه كفارة وهي لا تكون قبل الذنب، والبسط في "الفتح" (٦/ ١٠٢)، ثم هل يجوز لعن يزيد؟ لا بأس على أصل أحمد إذ أفتى بكفره، كما في "الإشاعة" بخلاف ما قال ابن العربي: إنه صار سلطانًا من عهد أبيه، فالإمام خارج عليه، وقال الشامي: المعتمد لا يجوز اللعن. (ش). (٤) سنة ٢٧ هـ أو قريبًا منها في زمن عثمان - رضي الله عنه -، وكان معاوية أميرًا على الغزوة. (ش). (٥) سنة ٥٠ هـ أو قريبًا منها في زمان خلافة معاوية - رضي الله عنه -، وكان الأمير على الغزوة يزيد ... إلخ. (ش).