ابْنَ زَيْدٍ -، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ أُخْتُ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ عِنْدَهُمْ، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ:"رَأَيْتُ قَوْمًا مِمَّنْ يَرْكَبُ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ كَالْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:"فَإِنَّكِ مِنْهُمْ".
===
ابن زيد -، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أنس (١) بن مالك قال: حدثتني) خالتي (أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ عندهم) من القيلولة، وهو النوم في وسط النهار (فاستيقظ وهو يضحك) سرورًا (قالت) أي أم حرام: (فقلت: يا رسول الله، ما أضحكك؟ ) أي: أيُّ شيء حملك على الضحك؟ (قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيت قومًا) من المسلمين (ممن يركب ظهر هذا البحر) أي الأخضر (كالملوك على الأسِرَّةِ) جمع سرير.
قال ابن عبد البر (٢): أراد - والله أعلم - أنه رأى الغزاة في البحر من أمته ملوكًا على الأسِرَّةِ (٣) في الجنة، قال عياض: هذا محتمل، ويحتمل أيضًا أن يكون خبرًا عن حالهم في الغزو، ومن سعة أحوالهم، وقوام أمرهم، وكثرة عددهم، وجودة عندهم، فكأنهم الملوك على الأسرة، قلت: وفي هذا الاحتمال بُعدٌ، والأول أظهر.
(قالت: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فإنك منهم) وفي رواية: "فدعا"، ولا تنافي بينهما
(١) قال الحافظ (٦/ ٧٨): رواه عن أنس إسحاق بن أبي طلحة وأبو طوالة وابن حبان، وظاهر الأولين أنه من مسند أنس، والثالث من مسند أم حرام وهو المعتمد ... إلخ، وقال أيضًا: إن أوله من مسند أنس، وقصة المنام من مسند أم حرام. (ش). (٢) انظر: "فتح الباري" (١١/ ٧٤). (٣) واستدل الموفق (١٣/ ١٢) على أفضلية غزوة البحر على غزوة البر، وبه جزم في "نيل المآرب" (١١/ ٣٢٠).