(الطائي، عن جابر بن سمرة، قال عثمان) بن أبي شيبة خاصة: (قال) شيخي جرير: (دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، فرأى فيه ناسًا يصلون رافعي أيديهم إلى السماء) ولم يذكر هذا الكلام أبو معاوية.
(ثم اتفقا) أبو معاوية وجرير وقالا: (فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لينتهين رجال يشخصون أبصارهم إلى السماء) أي عن شخوصهم أبصارهم إلى السماء (قال مسدد) أي عن أبي معاوية: (في الصلاة) ولم يذكر هذا اللفظ عثمان عن جرير (أو لا ترجع إليهم أبصارهم) وهذا اللفظ اتفق عليه أبو معاوية وجرير.
فإن قلت: لا مناسبة بين قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لينتهين رجال يشخصون أبصارهم إلى آخره"، وبين رؤيته ناسًا يصلون رافعي أيديهم إلى السماء.
قلت: وقع في الحديث اختصار مخل، وقد أخرج هذا الحديث مسلم (٣) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة قال:"خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمس؟ اسكنوا في الصلاة، قال: ثم خرج علينا فرآنا حلقًا فقال: ما لي أراكم عزين"، الحديث.
وكذلك أخرج الإِمام أحمد في "مسنده"(٤) من طريق شعبة، عن سليمان
(١) وفي نسخة: "رافعي أبصارهم". (٢) وفي نسخة: "قال". (٣) "صحيح مسلم" (٤٣٠). (٤) (٥/ ٩٣).