حدثنا أحمد بن الهيثم قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم (٢٤١) قال: حدثنا الربيع (٢٤٢) وحماد بن سلمة عن محمد بن زياد (٢٤٣) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (عجب ربُّكُم من قوم يُقادون إلى الجنةِ في السلاسل)(٢٤٤) .
وحدثني أبي قال: حدثنا محمد (٣٤٥) قال: حدثنا الفراء قال: حدثنا مِنْدل بن علي (٢٤٦) عن الأَعمش عن شَقيق (٢٤٧) قال: قرأت عند شُريح {بل عجبْتُ ويسخرونَ}(٢٤٨) فقال: إن الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم (٢٤٩) فقال: إنّ شريحاً شاعر يعجبه علمه، وعبدُ الله (٢٥٠) أعلمُ منه، وكان يقرأ:{بل عجبْتُ ويسخرون}(٢٥١) . والعرب تسمي الفعل باسم (٢٩٩) الفعل إذا داناه من بعض وجوهه، وإن كان مخالفاً له في أكثر معانيه. من ذلك قول الصلتان (٢٥٢) يرثي المغيرة بن المهلب (٢٥٣) :
(سَبَقَتْ يداكَ له بعاجلِ طَعْنَةٍ ... سفهت لمنفذِها أصولُ جوانحِ)
شبه سرعة خروج الدم بالسَّفه، لأن السَّفه الخِفّة وشدة الاسراع. وقال عدي بن زيد (٢٥٤) :
(٢٤١) مسلم بن إبراهيم الأزدي: ت ٢٢٢ هـ. (طبقات ابن خياط ٥٧٣، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٢١) . (٢٤٢) الربيع بن مسلم الجمحي، ت ١٦٧ هـ. (تهذيب التهذيب ٣ / ٢٥١، خلاصة تهذيب الكمال ١ / ٣٢٠) . (٢٤٣) محمد بن زياد الجمحي القرشي. (تهذيب التهذيب ٩ / ١٦٩، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٤٠٤) . (٢٤٤) النهاية ٢ / ٣٨٩. (٢٤٥) هو محمد بن الجهم، سلفت ترجمته. (٢٤٦) مندل بن علي العنزي الكوفي، ت ١٦٧ هـ. (تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٩٨، خلاصة تهذيب الكمال ٣ / ٨٥) . (٢٤٧) شقيق بن سلمة الأسدي، ت ٨٢ هـ. (طبقات ابن خياط ٣٥٦، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٦١) . (٢٤٨) معاني القرآن ٢ / ٣٨٤. (٢٤٩) أي النخعي. (٢٥٠) أي ابن مسعود. (٢٥١) ينظر: زاد المسير ٧ / ٤٩ وتفسير القرطبي ١٥ / ٦٩. (٢٥٢) رُوي البيت لزياد الأعجم في مرثيته للمغيرة في أمالي اليزيدي ٥ وذيل الأمالي ١٠، وذكر القالي أنها رويت للصلتان أيضاً. (٢٥٣) المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة، ت ٨٢ هـ. (وفيات الأعيان ٥ / ٣٥٤، الخزانة ٤ / ١٩٢) . (٢٥٤) أخل به ديوانه. وهو له في الأغاني ٢ / ١٣٥ وزاد المسير ٧ / ٥٠.