/ وصار امرؤ القيس إلى قيصر، فأكرمه ونادمه، ووعده أن يعينه ويمده فقال امرؤ القيس (٢٢٩) في ذلك:
(ونادمتُ قيصرَ في ملكِهِ ... فأوجهني ورَكِبْتُ البريدا)
(إذا ما ازدحمنا على سِكَّةٍ ... سبقتُ الفُرانِقَ سَبْقاً شديدا)
ثم إن قيصر وجه معه جيشاً، فيهم أبناء الملوك من الروم. فبلغ ذلك بني أسد، فراعهم، وأقلقهم، ووجهوا الطماح، وهو منقذ بن طريف الأسدي، إلى قيصر، فوشى بامرىء القيس، وصغر شأنه، وأخبره بعهره.
فكتب قيصر إلى امرىء القيس: أني قد وجهت إليك بحلتي التي ألبسها يوم الزينة، ليُعرف بذلك فضل منزلتك عندي، فالبسها على بركة الله، واكتب إلي من كل منزل بخبرك، وما تعزم عليه. ووجه الحلة مع الكتاب، وكانت حلة منسوجة بالذهب، مسمومة. (١٨٥)
فلما قرأ امرؤ القيس الكتاب، سره ما تضمن (٢٣٠) ، ولبس الحلة، فأسرع فيه
(٢٢٦) الديوان: غير قليل. اذبح هديك. (٢٢٧) لم أقف عليه. [ف: باللِّفاء، والصواب ما أثبت. واللّفاء: اليسير القليل] (٢٢٨) لم أقف علي الأبيات. (٢٢٩) ديوانه ٢٥٢. وأوجهني: جعل لي وجهاً عند الناس. والفرائق: البريد، وقيل: الذي معه دليل أو غيره. (٢٣٠) ك: تضمنه.