معناه: فلو كان ثناء يخلد الناس. وقال الآخر (٢٢١) :
(يا أيها المائحُ دلوي دونَكا ... )
(إني رأيتُ الناسَ يحمدونَكا ... )
(يُثنونَ خيراً ويُمَجِّدونَكا ... )
والشكر، معناه في كلامهم: أن تصف الرجل بنعمة سبقت منه إليك. قال النبي:(مَنْ أُزِّلت إليه نعمةٌ فليشكرها)(٢٢٢) . معناه: فليصف صاحبَها بإنعامِهِ عليه.
وقد يقع الحمد على ما يقع عليه الشكر، ولا يقع الشكر على ما يقع عليه الحمد.
الدليل على هذا أن العرب تقول: قد حمدت فلاناً على حُسْنِ خُلُقِهِ، وعلى شجاعته، وعلى عقله. ولا يقولون: قد شكرت فلاناً على حسن خلقه وعقله وشجاعته. فالحمد أَعَمُّ من الشكر. ولذلك افتتح الله تبارك وتعالى فاتحة الكتاب فقال:{الحمدُ لله ربِّ العالمين}(٢٢٣)
(٢٢٠) ديوانه ٢٣٦. (٢٢١) الأولان مع ثالث غير ما هنا في المذكر أو المؤنث ٣٣٢ بلا عزو، والأولان بلا عزو أيضاً في معاني القرآن ١ / ٢٦٠، والأول فيه ١ / ٣٢٣، والرجز لرؤبة في الوساطة ٢٧٥ وما لم ينشر من الأمالي الشجرية: القسم الأول ١٨٤. وقد أخل بها ديوانه. ونسبت في الخزانة ٣ / ١٥ إلى راجز جاهلي من بني أسيد بن عمرو. والمائح الذي ينزل في البئر إذا قل الماء فيملأ الدلو. (٢٢٢) غريب الحديث ١ / ١٤. وأزلت: أسديت. (٢٢٣) الفاتحة ٢.