(فهل لكم فيها [إليّ] فإنني ... طبيبٌ بما أعيا النِطاسِيَّ حِذْيما)
ومعنى حبّ: أحبَّ.
قال البصريون: لا يقال في الماضي إلا أحب فلان فلاناً، وأحببت فلاناً بالألف.
قالوا: ويقال في المستقبل: أُحِبُّ فلانا، وأَحِبُّ فلانا. ويقال في المفعول: رجل مُحَبٌّ، ومحبوبٌ. قال عنترة (٥٣) :
(ولقد نزلتِ فلا تظني غيرَهُ ... مني بمنزلة المُحَبِّ المُكْرَم)
فقيل لهم: كيف قالوا: رجل محبوب، ولم يقولوا: حَبَّ فلان فلانا؟ فقالوا: قد يُنطق بالدائم على بناء فعل لا يُتكلم به. من ذلك قولهم: رجل مجنون، ثم قالوا في الماضي: أَجَنَّة الله. فبنوا الدائم على جَنّ، ولم يبنوه على أَجَنَّ. ولو بنوه عليه لقالوا: رجل مُجَنٌّ.
(أُحِبُّ أبا العصماء من حبِّ تمرِهِ ... وأعلُم أنّ الرِفقَ بالعبدِ أَرْفَقُ)(١٢٧ / ب)
(وواللهِ لولا تمرُهُ ما حَبَبْتُه ... وما كانَ أدنَى من عُبيدٍ ومُشْرق)(٥٥)
وقال السجستاني: حدثنا أبو عامر (٥٦) عن أبي الأشهب (٥٧) عن أبي رجاء: (٤٣٦)
(٥١) ديوانه ٣٥. (٥٢) أوس بن حجر، ديوانه ١١١. وحذيم: رجل كان متطببا عالما. وقيل: يراد به: ابن حذيم. (٥٣) ديوانه ١٩١. (٥٤) اللسان (حبب) . وفيه أيضاً: وحكى سيبويه: حببته وأحببته بمعنى. (٥٥) لعيلان بن شجاع النهشلي كما في اللسان (حبب) .. وفي البيت الثاني أقواء. (٥٦) هو عبد الملك بن عمرو العقدي القيسي، توفي ٢٠٤ هـ. (طبقات القراء ١ / ٤٦٩، تهذيب التهذيب ٦ / ٤٠٩) . (٥٧) هو جعفر بن حيان العطاردي، توفي ١٦٥ هـ. (طبقات القراء ١ / ١٩٢، تهذيب التهذيب ٢ / ٨٨) .