(فإنْ يكنِ القتلُ أفناهم ... فلِلْمَوْتِ ما تَلِدُ الوالِدَه)(٧٨)
قال أبو العباس: العرب تُعظِّم الملح والنار والرماد. ومن الملح قولهم: ملح فلان على رُكْبَتِهِ (٧٩) ، فيه قولان:
أحدهما أن يكون المعنى: هو مُضَيّعٌ لحَقِّ الرضاع، غير حافظ له. فأدنى شيء يُنْسِيه حقَّ الرضاع (٨٠) ، كما أن الذي يضع الملح على ركبته أدنى شيء يُبَدِّده.
والقول الثاني: أن يكون معنى ملحه على ركبته: هو سيء الخلق، يغضب من كل شيء، ويصيح من أدنى شيء، كما أنّ الذي يضع ملحه على ركبته يتبدَّد من أدنى شيء. قال مسكين الدارمي (٨١) :
(لا تَلُمْها إنّها من أُمَّةٍ ... مِلْحُها موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ)
(كشموس الخيل يبدو شغبها ... كلما قيلَ لها هابِ (٨٢) وَهَبْ)
والملح يُذكر ويُؤنث (٨٣) ، والتأنيث فيه (٨٤) أكثر.
(٧٨) للحارث بن عمرو الفزاري في مقطعات مراث ١٠٦ ولشتيم بن خويلد في الفاخر ١١ ولنهيكة بن الحارث المازني في الخزانة ٤ / ١٦٤ نقلاً عن ابن الأعرابي (٧٩) الفاخر ١٢، كنايات الجرجاني ١٢٧، مجمع الأمثال ٢ / ٢٦٩. (٨٠) (غير حافظ ... الرضاع) ساقط من ك بسبب انتقال النظر. (٨١) ديوانه ٢٣. ومسكين هو ربيعة بن عامر، ت ٨٩ هـ. (الشعر والشعراء ٥٤٤، اللآلي ١٨٦، الخزانة ١ / ٤٦٧) . (٨٢) ل: هال. وهو رواية أخرى. (٨٣) ذهب الفراء في المذكر والمؤنث ٨٤ والمفضل بن سلمة في مختصر المذكر والمؤنث ٣٣٥ إلى تأنيث الملح. وبذلك أخذ أبو بكر في المذكر والمؤنث: ٤٢٠. وبمثل مقالته هنا قال الصغاني في التكملة: ٢ / ١١ (ملح) . (٨٤) ساقطة من ل.