والقول الثالث (٥٢) : أجن الله جباله: أجن الله سادات قومه الذين يعتزّ بهم ويُفاخر. فيكون الجبال: السادات والرؤساء. العرب تقول: هؤلاء جبال القوم وأنياب القوم: أي ساداتهم. قال جميل (٥٣) :
(رَمَى اللهُ في عَيْنَي بثينةَ بالقَذَى ... وفي الغُرِّ من أنيابِها بالقوادحِ)
فأنيابها: ساداتها. ومعنى: رمى الله في عينها بالقذى: سبحانَ الله ما أحسن عينها، من ذلك قولهم: قاتلَ اللهُ فلاناً ما أَشْجَعَهُ، معناه: سبحانَ الله ما أشجعه. ويقال (٥٤) : هَوَتْ أُمُّ فلان ما أرجله، فمعناه: سبحان الله ما أرجله. قالت الكندية (٥٥) ترثي أخوتها:
(هَوَتْ أُمُّهم ماذا بهم يومَ صُرِّعوا ... ببَيْسان من أنياب (٥٦) مجدٍ تَصَرَّما)
(أَبَوْا أنْ يَفِرُّوا والقَنا في نحورِهم ... ولم يَرْتَقُوا من خَشيةِ الموتِ سُلَّما)
ومعنى قول جميل: وفي الغر من أنيابها بالقوادح: أي رمى الله بالهلاك (٣٢٢)(٨٦ / أ) والفساد في أنياب قومها وساداتها إذا حالوا بينها وبين / زيارتي. ويقال: فلان عَلَم (٥٧) من الجبال: إذا كان عزيزاً. وعزُّ فلان يَزحَمُ الجبالَ. قال مسلم بن الوليد (٥٨) يرثي ذا الرياستين:
(٥٠) يونس ٦٢. (٥١) ديوان الهذليين ١ / ٣٨. (٥٢) وهو قول يونس في أمثال أبي عكرمة ٧٦. (٥٣) ديوانه ٥٣ وينظر المذكر والمؤنث: ٢٠١. وجميل بن معمر العذري صاحب بثينة، أموي (الشعر والشعراء ٤٣٤، الأغاني ٨ / ٩٠، الخزانة ١ / ١٩٠) . (٥٤) جمهرة الأمثال ٢ / ٣٥٤، وفصل المقال ٨٤. (٥٥) هي أم الصريح كما في مقطعات مراث ١١٣ وشرح ديوان الحماسة (م) ٩٣٣. والأول في شرح القصائد السبع: ٣٦. (٥٦) من سائر النسخ وفي الأصل: أنياب. (٥٧) سائر النسخ: جبل.