التيمي، (عن أبي مسعود الأنصاري قال: كنت أضرب غلامًا لي فسمعت من خلفي صوتًا: اعلم) بصيغة الأمر أي تَنَبَّه (أبا مسعود) منصوب بتقدير حرف النداء.
(قال ابن المثنى: مرتين، للهُ أقدر عليك منك عليه) يعني الله عز وجل أشد قدرة عليك من قدرتك على غلامك (فالتفتُّ فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما إنك لو لم تفعل) إعتاقه (لَلَفَعَتْكَ النارُ) والتلفع التلحف والتلهب، والتَفَع: التَحَفَ، وحاصله أنه أحاطتك النار (أو) للشك من الراوي قال: (لمستك النار) ولعله بلغ أبو مسعود من الضرب قدرًا خرج من حد الجواز الشرعي (٥)، فاحتاج إلى الكفارة، فإعتاقه صار كفارة لجريمته.
وكتب مولانا محمد يحيى - رحمه الله - في "التقرير": قوله: للفعتك النارُ، أي: لو زادت جريمتك وضربك على قدر عصيانه، إلا أنه أبرزه في صورة المطلق ليفيد تشديدًا.
(١) في نسخة: "اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود". (٢) في نسخة: "الله". (٣) في نسخة: "نبي". (٤) في نسخة: "للفحتك". (٥) كما يدل عليه لفظ السوط في الحديث الآتي، وإلَّا فمجرد الضرب لا يمنع، وقد ضرب الصديق رضي الله عنه غلامه حين أضل زاملته في الحج. (ش).