رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ سَالِمٌ: وَعَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ مِمَّا قُلْتُ لَكَ؟ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّكَ لَمْ تَذْكُرْ أُمِّي بِخَيْرٍ وَلَا بِشَرٍّ، قَالَ: إنَّمَا قُلْتُ لَكَ كَمَا قَالَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، إنَّا بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "وَعَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ"، ثُمَّ قَالَ:"إذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَحْمَدِ اللَّه". قَالَ: فَذَكَرَ بَعْضَ الْمَحَامِدِ، "وَليقُلْ لَهُ مَنْ (١) عِنْدَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَرُدَّ- يَعْنِي عَلَيْهِمْ-: يَغْفِرُ اللَّه لنَا وَلَكُمْ". [ت ٢٧٤٠، حب ٥٩٩، حم ٦/ ٧، ك ٤/ ٢٦٧]
===
رجل من القوم، فقال: السلام عليكم) بعوض قوله: الحمد لله، (فقال سالم: وعليك وعلى أمك، ثم قال) سالم (بعد) أي بعد هذا القول: (لعلك وَجَدْتَ) أي غضبت (عليّ مما قلت لك؟ ) من قول: عليك وعلى أمك.
(قال) الرجل: (لوددت أنك لم تذكر أمي بخيرٍ ولا بشرٍّ، قال) سالم: (إنما قلت لك كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنا بيننا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ عطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وعليك وعلى أمك، ثم قال) - صلى الله عليه وسلم -: (إذا عطس أحدكم فليحمد الله) ظاهر الحديث الوجوب، لكن نقل النووي (٢) الإجماع على أنه ليس بواجب.
(قال: فذكر بعض المحامد) أي لفظ تعالى أو عز وجل، أو يقال: إن الراوي ذكر بعض صيغ المحامد، كما وقع في رواية الترمذي:"إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين". (وليقل له من عنده: يرحمك الله، وليردّ) أي العاطس (يعني عليهم) أي على من عنده (يغفر الله لنا ولكم).
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "وعلى أمك"
(١) في نسخة بدله: "الذي". (٢) انظر: "شرح صحيح مسلم" (٩/ ٣٤٩).