أو بئس رجلُ العَشِيرَة) لم يقل على وجه الاغتياب، بل للنصيحة لمن لم يكن عالمًا بحاله، أو أنه كان مجاهرًا بالشر، فلا غيبة لمثله، "فتح الودود".
(ثم قال: ائذنوا له، فلما دخل) على النبي - صلى الله عليه وسلم - (أَلَانَ له القولَ، فقالت عائشة: يا رسول الله) - صلى الله عليه وسلم - (أَلَنْتَ له القولَ، وقد) أي: والحال أنك (قلت له ما قلت؟ ! ) من قولك: "بئس ابن العشيرة"(قال) - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ شَرَّ الناسِ منزلةً عند الله يوم القيامة من (٢) وَدَعَه (٣) - أو تَرَكَه - الناسُ لاتّقاء فُحشِه).
قال الخطابي (٤): أصل الفُحش زيادة الشيء على مقداره، ومن هذا قول الفقهاء: يصلي في الثوب الذي أصابه الدم إذا لم يكن فاحشًا، أي: كثيرًا مجاوزًا للمقدار، انتهى.
قال المنذري (٥): وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وهذا الرجل هو عيينة بن حِصْن بن بَدْر الفزاري، وقيل: هو مَخرمة بن نوفل الزهري، والد المِسور بن مخرمة - رضي الله عنه -.
(١) زاد في نسخة: "قالت". (٢) وفي "تقرير الترمذي" أن مصداقه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو الرجل الداخل، انتهى. (ش). (٣) قال النحاة: أماتوا ماضيه ومصدره، لكن ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - التكلم بهما، كذا في "الفتح" (١٠/ ٤٥٥). (ش). (٤) "معالم السنن" (٤/ ١٠٩). (٥) "مختصر سنن أبي داود" (٧/ ١٦٩).