(وإن الكافر (٣) إذا وُضِع في قبره أتاه ملَك فيَنْتَهِرُه) أي يزجره، (فيقول له: ما كنتَ تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دَريتَ ولا تَلَيْتَ) أصله: "تَلَوْتَ"، ولكن بمجاورة "دَرَيْتَ" أُبدلتِ الواوُ ياءً.
قال في "المجمع"(٤) في لغة أَلَى: ومنه حديث منكر ونكير: "لا دريت ولا ائتليت"، أي ولا استطعتَ أن تدري، يقال: ما آلوه، أي: ما أستطيعه، وهو افتعلت منه، وعند المحدثين "ولا تَليتَ"، والصواب الأول.
وقال في لغة تلا: في حديث عذاب القبر: "لا دريتَ ولا تليتَ"، كذا رَوَوْه، والصواب:"ولا ائتليت"، وقد مرَّ، وقيل: أي لا قرأتَ، وأصله:"لا تلوتَ" فقُلِّبت ياءً ليزدوج مع "دريت"، ويروى:"أتليت"، يدعو عليه أن لا تتلى إبله، أي لا يكون لها أولاد تتلوها.
قال الطيبي (٥): "ولا تليتَ"، أي ولا اتبعتَ الناس بأن تقول ما يقولونه، أو هو مِنْ: تَلا فلان تلو غير عاقل، إذا عمِل عملَ الجُهَّال، أي لا علمتَ ولا جهلتَ يعني هلكتَ فخرجتَ عن القبيلتين، وقيل: أصله تلألأت (٦)، أي ما علمت بنفسك بالنظر ولا اتبعت العلماء بقراءة الكتب والتقليد، انتهى.
(فيقال له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ ) أي في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فيقول:
(١) في نسخة بدله: "فيقول". (٢) في نسخة بدله: "فما". (٣) فيه دليل على أن الكافر أيضًا يسأل، وبه قال الجمهور، خلافًا لمن قال: إنه لا يسأل إلَّا مؤمن، أو من يدعي الإيمان ولو كذبًا، بسطه في "الفتح" (٣/ ٢٣٨، ٢٣٩)، انتهى. (ش). (٤) "مجمع بحار الأنوار" (١/ ٩٥، ٩٦، ٢٧١، ٢٧٢). (٥) "شرح الطيبي" (١/ ٢٧٩). (٦) كذا في الأصل، وفي "المجمع" (١/ ٢٧٢): أصله: لا تلوت.