(قال) أي عبيدُ الله: (إن محمَّديَّكم هذا الدَّحْدَاح) أي القصير السمين، وكان عبيد الله بن زياد من الفسَّاق، فتكلَّم بهذا الكلام سُخْريَّة (٣)، فلم يلتفتْ أبو بَرْزَة إلى قوله في ذاته بأنه قال له:"الدَّحْدَاح"، ولكن غضِب على قوله بطريق السُّخْرية مُحمَّديَّكم، فإنه يجرّ الإهانة إلى ذات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(ففهمها) أي هذه الكلمة (الشيخُ) أبو برزة أنه يعيّره بهذا اللفظ، (فقال) أبو برزة: (ماكنتُ أحسبُ) أظن (أني أبقى في قوم يعيِّروني بصحبة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -! فقال له عبيد الله: إن صُحْبَةَ محمَّد - صلى الله عليه وسلم - لك زَينٌ) أي زينة (غيرُ شَيْنٍ) أي ليس بعيب.
(ثم قال: إنما بَعثتُ إليك لأسألك عن الحوض، ) هل (سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -يذكر فيه شيئًا؟ قال أبو برزة: نعم) سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا مرَّةً، ولا ثِنْتَين، ولا ثلاثًا، ولا أَرْبعًا، ولا خمسًا) بل أكثر من ذلك، (فمن كَذَّبَ (٤) به فلا سَقاهُ اللهُ منه، ثم خرج مغضَبًا).
(١) في نسخة بدله: "إن محدِّثكم". (٢) في نسخة: "أسمعت". (٣) قالَ أستاذنا الشيخ أسعد الله: لعل عبيد الله لم يعيره بالصحبة بل لكونه دحداحا، ولذا قال: "إن صحبة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - لك زين غير شين". (٤) لعلَّه تعريض على عبيد الله بن زياد هذا، فإنه كان ينكره، كما بسطه الحافظ (١/ ٤٦٧)، انتهى. (ش).