(فدعوتُه، فقال له عمر: هل تجدني في الكتاب) أي تجدُ ذكري في التوراة؟ (قال: نعم، قال: كيف تجدني؟ قال: أَجِدُك قَرْنًا، قالَ: فرفع عليه الدِّرَّة)(٤) أي مطايبة، ولم يرد أن يضربه، (فقال: قَرْن مَهْ) أي القرن ما هو؟ (فقال: قرنٌ حديدٌ).
قال في "المجمع"(٥): وحديث عمر والأُسقف: "قال: أجدك قرنًا، فقال: قَرْنُ مَهْ؟ قال: قَرنٌ من حديد"، هو بفتح قاف: الحِصْن، وجمعه: قُرُونٌ، ولذا قيل لها: صياصي، انتهى.
(أمينٌ شديدٌ) أي ذو أمانة، شديد في أمر الله لا يخاف لَوْمَةَ لائم، (قال) عمر - رضي الله عنه -: (كيف تجد الذي يجيء بعدي؟ فقال: أجده خليفة صالِحًا غير أنهُ يُؤثر) أي يرجح (قَرابته، فقال عمر: يرحم الله عثمان! ثلاثًا).
(١) في نسخة: "قرنًا من حديد". (٢) زاد في نسخة: "مه". (٣) زاد في نسخة: "من". (٤) قوله: "الدرة" وهو شيء كالسوط، كان يحمله عمر في يده، يؤدب به في العهد النبوي وفي أيام خلافته، وكان مثله لعثمان وعلي - رضي الله عنهم-، انظر: "التراتيب الإدارية" (١/ ٢٨٨ - ٣٠٠). (٥) "مجمع بحار الأنوار" (٤/ ٢٦٧ - ٢٦٨). (٦) قال ابن الأثير: ويروى صَدَعٌ، أراد دوام لبس الحديد لاتصال الحروب في أيام علي، وما مُني به من مقاتلة الخوارج والبغاة، وملابسة الأمور المشكلة والخطوب المعضلة، ولذلك قال عمر - رضي الله عنه -: "وادفراه"، تضجرًا من ذلك واستفحاشًا "النهاية" (٣/ ١٥).