٤٣٦٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا ابْنُ أَبِي عَدِيِّ، عن هِشَامٍ، عن قَتَادَةَ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ، نَحْوَهُ، زَادَ:"ثُمَّ نُهِيَ عن الْمُثْلَةِ"(٢). [حم ٣/ ١٧٧]
===
عن أنس بن مالك، ذكر هذا الحديثَ، قال أنس: فلقد رأيت أحدَهم يَكْدِمُ الأرض) أي يعضّها (بفيه عطشًا حتّى ماتوا).
٤٣٦٨ - (حدّثنا محمّد بن بشار، نا ابن أبي عدي، عن هشام، عن قتادة، عن أنس بن مالك، بهذا الحديث، نحوه، زاد: ثمّ نهى عن المثلة).
قال ابن جرير في "تفسيره"(٣): وقد اختلف أهل العلم في نسخ حكمه - صلّى الله عليه وسلم - في العرنيين، فقال بعضهم: ذلك حكم منسوخ، نسخه نهيُه عن المثلة بهذه الآية، يعتي قوله:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} الآية، وقالوا: نزلت هذه الآية عتابًا لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فيما فعل بالعرنيين، وقال بعضهم: بل فعلُ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - بالعرنيين حكم ثابت في نظرائهم أبدًا، لم يُنسَخ ولم يبدّل، وقوله:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} الآية حكم من الله فيمن حارب وسعى في الأرض فسادًا بالحرابة، قالوأ: والعرنيون ارتدوا وقتلوا
(١) زاد في نسخة: "قال: فقطع أيديهم وأوجلهم من خلاف، وقال في أوله: استاقوا الإبل، وارتدَّوا عن الإسلام". (٢) زاد في نسخة: "ولم يذكر "من خلاف"، ورواه شُعبة عن قتادة، وسلَّامُ بنُ مسكين عن ثابت، جميعًا عن أنس، لم يذكرا "من خلاف"، ولم أجد في حديث أحد: فَقَطَعَ أيديهم وأرجلَهم من خلاف، إِلَّا في حديث حماد بن سلمة". [قلت: رواية شعبة أخرجها البخاريّ (١٥٠١)، والنَّسائيّ (٧/ ٩٧)، وابن حبّان (١٣٨٨)، ورواية سلام أخرجها البخاريّ (٥٦٨٥)]. (٣) انظر: "جامع البيان" (٤/ ٢٠٩).