ما أخرجه الدارقطني (١)، عن عبد الغفار بن القاسم، عن أبي جعفر قال: ذكر عنده أن عطاء وطاوسًا يقولان عن جابر في الذي أعتقه مولاه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان أعتقه عن دبر، فأمره أن يبيعه ويقضي دينه، فباعه بثمانمائة درهم، قال أبو جعفر: شهدت الحديث من جابر، إنما أذن في بيع خدمته، قال الدارقطني: وأبو جعفر هذا وإن كان من الثقات ولكن حديثه مرسل، قال عبد الحق في "أحكامه": أخرجه ابن عدي، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الكوفي، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد الله (٢) في قصة هذا المدبر، وفيه: وإنما أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيع خدمته، قال عبد الحق: وعبد الغفار هذا يُرمى بالكذب، وكان غاليًا في التشيع، انتهى.
وقال ابن القطان في "كتابه": حديث مرسل صحيح؛ لأنه من رواية عبد الملك ابن أبي سليمان العرزمي، وهو ثقة، انتهى. وقال صاحب "التنقيح": وعبد الغفار من غلاة الشيعة، قال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه، انتهى (٣).
٣٩٥٦ - (حدثنا جعفر بن مسافر قال: نا بشر بن بكر قال: نا الأوزاعي قال: حدثني عطاء بن أبي رباح قال: حدثني جابر بن عبد الله بهذا، زاد) أي: الأوزاعي: (وقال: يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -) للذي (٤) دبر العبد: (أنت أحق بثمنه) من غيرك, لأنك المتطوع بتدبيره، (والله أغنى عنه) أي: غني عنه وعن جميع المخلوقات.
(١) "سنن الدارقطني" (٤/ ١٣٧، ١٣٨). (٢) في الأصل: "جابر بن عبد الرزاق" وهو تحريف. (٣) نقله الشيخ من "نصب الراية" (٣/ ٢٨٦). (٤) هذا وما في معناه صريح في أنه بيع في حياة مولاه، فما في "الترمذي" (١٢١٩) من لفظ: "مات" وهم من ابن عيينة، نبَّه عليه شراح البخاري سيما الحافظان. [انظر: "فتح الباري" (٥/ ١٦٦) و"عمدة القاري" (٨/ ٥٦١)]. (ش).