المعنى) أي معنى حديثهما واحد، (عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الميت لَيُعَذَّبُ (٣) ببكاء أهله عليه) أي إذا أوصى بالبكاء في حياته، أو كان يرضى به ويحبه.
(فَذُكِرَ ذلك) أي حديثُ ابن عمر (لعائشة فقالت: وَهِل) أي غلط (تعني ابنَ عمر)، وفي رواية الشيخين البخاري ومسلم: "أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي أو أخطأ" (إنما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على قبر فقال: إن صاحب هذا) القبر (لَيُعَذَّبُ) أي بكفره (وأهله يبكون عليه، ثم قرأت) عائشة في الاستدلال على دعواها {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}(٤)) بأن بكاءهم هو معصية منهم، فكيف يُعَذَّبُ الميت بفعلهم؟ لأنه مخالف لهذه الآية.
(قال) هناد (عن أبي معاوية: على قبر يهودي)، وفي رواية البخاري ومسلم: "إنما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على يهودية يبكى عليها، فقال: إنهم ليبكون عليها وإنها لَتُعَذَّبُ في قبرها".
قال القاري (٥): إن هذا الاعتراض وارد لو لم يسمع الحديث إلَّا في هذا
(١) في نسخة: "رسول الله". (٢) زاد في نسخة: "القبر". (٣) قال ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ص ٢٩٥): يخالف القرآن بوجهين. (ش). (٤) سورة الأنعام: الآية ١٦٤. (٥) "مرقاة المفاتيح" (٤/ ٢٢٤، ٢٢٥).