فرمى بها في وجوه المشركين، فما كان إنسان منهم إلا وقد امتلأت عيناه من تلك القبضة من التراب، فولى المشركون الأدبار.
(وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) لما وضعت الحرب أوزارها، وفرغ من قتال المشركين (فقال: من قتل قتيلًا (١) له عليه بينة فله سلبه، قال) أبو قتادة:(فقمت، ثم قلت (٢): من يشهد لي؟ ) بأني قتلت قتيلًا (ثم جلست، ثم قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ذلك) أي: الكلام المذكور المرة (الثانية (٣): من قتل قتيلًا له عليه بينة فله سلبه، قال) أبو قتادة:(فقمت) ثانيًا (ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست) لأنه لم يشهد لي أحد.
(ثم قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ذلك) أي: الكلام المذكور (الثالثة) أي المرة الثالثة (فقمت) ثالثًا (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لك يا أبا قتادة؟ (٤) فاقتصصت عليه القصة) أي قصة قتل الرجل (فقال رجل من القوم) من أهل مكة من قريش، ولم أقف على تسميته، وذكر الواقدي: أن اسمه أسود بن خزاعي، وفيه نظر، لأن الرواية الصحيحة أن الذي أخذه قرشي، قاله الحافظ في "الفتح"(٥).
(١) قال أحمد: لا يقبل إلَّا ببينة، وحكي الإجماع عليه، وقال الأوزاعي: لا يحتاج إليها، وهو قول لمالك، وقال الدسوقي: إن قال الإِمام: له عليه بينة يحتاج إليها، وإلَّا ففيه قولان، وقال طائفة من أهل الحديث: يكفي شاهد ويمين، كذا في "الأوجز" (٩/ ٢٠٥). (ش). (٢) جهارًا، أو في نفسي، "الأوجز" (٩/ ٢٢٦). (ش). (٣) في هذا الوقت، أو في وقت آخر. (ش). (٤) تقوم وتقعد. (ش). (٥) انظر: "فتح الباري" (٨/ ٣٧).