(فنفروا) قال العيني (٤): بتشديد الفاء، أي: استنجدوا لأجلهم، وفي رواية:"فنفر إليهم" بتخفيف الفاء، أي: خرج إليهم، أي: خرجوا ومشوا (لهم هذيل بقريب من مائة رجل رام).
قال الحافظ (٥): في رواية شعيب في الجهاد: "فنفروا لهم قريبًا من مئتي رجل"، والجمع بينهما واضح بأن المائة الأخرى غير رماة، ولم أقف على اسم أحد منهم. زاد البخاري في روايته:"فاقتصوا آثارهم حتى أتوا منزلًا نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمر تزوَّدوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم"(٦).
(فلما أحس بهم) أي: رآهم (عاصم) وأصحابه (لجأوا إلى قردد) بقاف وراء ودالين، هي الموضع المرتفع والجبل، وفي رواية البخاري:"إلى فَدْفَدٍ"، وهي الرابية المشرفة، (فقالوا) أي هذيل (لهم)، أي: لعاصم وأصحابه: (انزلوا) عن القردد (فأعطوا) إيانا (بأيديكم) أي انقادوا لنا (ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدًا (٧)، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر)، زاد البخاري:"اللَّهم أخبر عنا نبيك"، وفي رواية الطيالسي عن إبراهيم بن سعد: "فاستجاب الله لعاصم، فأخبر رسوله خبرهم، فأخبر أصحابه بذلك يوم
(١) في نسخة: "فنفرت". (٢) وفي نسخة: "حَسَّ". (٣) وفي نسخة: "أن لا يُقْتَل منكم أحد". (٤) "عمدة القاري" (١٠/ ٣٧١). (٥) "فتح الباري" (٧/ ٣٨١). (٦) انظر: "صحيح البخاري" (٤٠٨٦). (٧) لكنا نريد أن نصيب بكم شيئًا من أهل مكة، كذا في "الخميس" (١/ ٤٥٤). (ش).