اجْتَمَعُوا إِلَى حُنَيْنٍ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -وَقَالَ:"تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ"؟ قَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"فَارْكَبْ"(١)، فَرَكِبَ فَرَسًا لَهُ وَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اسْتَقْبِلْ هَذَا الشِّعْبَ حَتَّى تَكُونَ فِي أَعْلَاهُ، وَلَا نُغَرَّنَّ (٢) مِنْ قِبَلِكَ اللَّيْلَةَ".
فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى مُصَلَاّهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ:"هَلْ أَحْسَسْتُمْ (٣) فَارِسَكُم"؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَسْنَاهُ (٤)، فَثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي وَهُوَ
===
(اجتمعوا) أي تجمعوا (إلى حنين، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: تلك) أي: الظعن والنعم والشاء (غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله، ثم قال: من يحرسنا) أي يحفظنا (الليلة؟ قال أنس بن أبي مرثد الغنوي) يكنى أبا يزيد حليف حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه -، لأنس ولأبيه صحبة، وكان بينهما في السن عشرون سنة (أنا) أي أحرسكم (يا رسول الله، قال: فاركب، فَرَكِبَ فرسًا له وجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه، ولا نُغَرَّنَّ) بصيغة المتكلم مع الغير على بناء المفعول من الغرور في آخره نون ثقيلة (من قبلك الليلة) أي: لا يهجم العدو علينا من قبلك على غفلة.
(فلما أصبحنا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مصلاه فركع ركعتين) أي ركعتي سنَّة الفجر (ثم قال: هل أحسستم فارسكم؟ قالوا: يا رسول الله، ما أحسسناه) أي: ما رأيناه ولا سمعنا حسه.
(فثوب بالصلاة) أي أقيم لها (فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو) الواو
(١) في نسخة: "اركب". (٢) في نسخة: "تَغُرَّنَّ". (٣) في نسخة: "حسستم". (٤) في نسخة: "حسسناه".