النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعًا وعشرين أكثر مما صمنا (٢) معه) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - (ثلاثين).
٢٣٢٣ - (حدثنا مسدد، أن يزيد بن زريع حدثهم) قال يزيد بن زريع: (نا خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: شهرا عيد لا ينقصان).
قال الحافظ (٣): وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث، فمنهم من حمله على ظاهره، فقال: لا يكون رمضان وذو الحجة أبدًا إلَّا ثلاثين، وهذا قول مردود معاند للموجود المشاهد، ويكفي في رده قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة"، فإنه لو كان رمضان أبدًا ثلاثين لم يحتج إلى هذا.
ومنهم من تأول له معنى لائقًا، قال أبو الحسن: كان إسحاق بن راهويه يقول: لا ينقصان في الفضيلة إن كانا تسعة وعشرين أو ثلاثين، انتهى. وقيل: لا ينقصان معًا، إن جاء أحدهما تسعًا وعشرين جاء الآخر ثلاثين ولا بد، وقيل: لا ينقصان في ثواب العمل فيهما، وهذان القولان مشهوران عن السلف، ووقع عند الترمذي نقل القولين عن إسحاق بن إبراهيم (٤) وأحمد بن حنبل (٥)، انتهى.
(١) في نسخة: "رسول الله". (٢) وفي "شرح المواهب اللدنية": عن ابن مسعود: صمت معه عشر سنين، تسعة منها تسعة وعشرون يومًا، وسنده ضعيف. كذا في "العرف الشذي" (ص ٢٨٦). (ش). (٣) "فتح الباري" (٤/ ١٢٥). (٤) هو المعروف بابن راهويه. (٥) هكذا حكاه البخاري عنهما رقم الحديث (١٩١٢)، وكذا الترمذي (٦٩٢). (ش).