"ولكن أنطلق فأطلب لك"، قال الحافظ (١): ظاهره أنه لم يجئ معه بشيء، لكن في "مرسل السدِّي": "أنه أتاها بتمر فقال: استبدلي به طحينًا واجعليه ثخينًا، فإن التمر أحرق جوفي".
(فذهبت) أي خرجت من البيت لطلب الطعام (وغلبته عينه) أي نام (فجاءت) أي رجعت بالطعام فرأته نائمًا (فقالت: خيبة لك) بالنصب مفعول مطلق محذوف العامل، والخيبة الحرمان، يقال: خاب يخيب: إذا لم ينل ما طلب.
(فلم ينتصف النهار حتى غشي عليه)، ولفظ البخاري: "فلما انتصف النهار غشي عليه"، فيحمل على أن الغشي في آخر النصف الأول من النهار، [و] في "مرسل السدِّي": "فأيقظته فكَرِهَ أن يعصي الله وأبى أن يأكل"، (وكان يعمل يومه) بالنصب (في أرضه)، وفي "مرسل السدي": "كان يعمل في حيطان المدينة بالأجرة"، فعلى هذا قوله: "في أرضه" إضافة اختصاص.
(فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} (٢)، قرأ) أبو أحمد أو نصر بن علي (إلى قوله: {مِنَ الْفَجْرِ})، قال الحافظ (٣): قلت: وقد وقع في رواية أبي داود: فنزلت (٤): {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ
(١) "فتح الباري" (٤/ ١٣١). (٢) سورة البقرة: الآية ١٨٧. (٣) "فتح الباري" (٤/ ١٣١). (٤) في رواية البخاري: فنزلت هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ففرحوا بها فرحًا شديدًا، ونزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا}، قال الحافظ: كذا في هذه الرواية، قال الكرماني: لما صار الرفث وهو الجماع هنا حلالًا بعد أن كان حرامًا كان الأكل والشرب بطريق الأولى، فلذلك فرحوا بنزولها وفهموا منها الرخصة، ثم لما كان حلهما =