(قالت) أي فاطمة: (فلما حللت ذكرت له) أي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أن معاوية بن (٢) أبي سفيان وأبا جهم) بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي، واسمه عامر، وقيل: عبيد، أسلم عام الفتح، وكان معظمًا في قريش مقدمًا فيهم، فيه وفي بنيه شدة، وهو أحد الذين دفنوا عثمان - رضي الله عنه -، وهذا أبو جهم هو الذي كان أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خميصة لها علم، فشغلته في الصلاة، فردها (٣) إليه.
(خطباني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما أبو جهم فلا يضع عصاه (٤) عن عاتقه) أي ضَرَّاب للنساء، (وأما معاوية فصعلوك (٥) لا مال له، انكحي (٦) أسامة بن زيد، قالت: فكرهته) لأنه كان أسود دميمًا قصيرًا، وكان من الموالي.
(ثم قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثانيًا:(انكحي أسامة بن زيد، فنكحته، فجعل الله تعالى فيه) أي في أسامة (خيرًا واغتبطت) أي صرت ذات غبطة
(١) زاد في نسخة: "قالت". (٢) قال الحافظ في "التلخيص" (٣/ ٣٢١): اختلفوا هل هو ابن أبي سفيان أو غيره؟ الصحيح هو هو، لرواية مسلم، قلت: لهذه الرواية به جزم السيوطي في "شرح الترمذي". (ش). (٣) زاد أبو الطيب في "شرح الترمذي" عن النووي: أنه غير صاحب التيمم والمرور في الصلاة. (ش). (٤) استدل بذلك ابن عابدين: على أن المبالغة ليس بكذب. (ش). (انظر: "رد المحتار" ٩/ ٧٠٥). (٥) قال ابن رسلان: هذا كان في الابتداء، ثم صار ذا مال كثير. (ش). (٦) فيه دليل على جواز الخِطبة على الخِطبة إذا لم يتحقق منها الرضاء لأحد، كما في "الأوجز" (١١/ ٣٣٨). (ش).