(قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فأرسل) أي الجبار (إليه) أي إلى إبراهيم عليه السلام رسولًا، فأتاه (فسأله) أي سأل الجبار إبراهيم (عنها) أي عن المرأة، أي: من هي؟ (فقال: إنها) أي المرأة (أختي، فلما رجع) إبراهيم من مجلس الملك (إليها) أي إلى سارة (قال: إن هذا) أي الملك (سألني عنك فانبأته) أي أخبرت الملك (أنك أختي) وإن ذلك ليس بكذب (وأنه) أي الشأن (ليس اليوم مسلم غيري وغيرك).
قال الحافظ: يشكل عليه كون لوط كان معه كما قال الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ}(٢)، ويمكن أن يجاب بأن المراد بالأرض: الأرض التي وقع له فيها ما وقع، ولم يكن معه لوط إذ ذاك.
(وإنك أختي في كتاب (٣) الله، فلا تكذبيني عنده) , لأن المؤمنين كلهم إخوة.
قال الحافظ: ظاهر هذا السياق أنه سأله عنها أولًا، ثم أعلمها بذلك لئلا تكذبه عنده، ويخالفه ما في رواية هشام بن حسان أنه قال لها: "إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختي، وأنك أختي
(١) في نسخة: "قال". (٢) سورة العنكبوت: الآية ٢٦. (٣) أي في حكم الله ودينه، كما في الحديث: "لأقضين بينكم بكتاب الله"، ثم قضى بالرجم والنفي وليسا في كتاب الله، ومثل حديث: "من شرط شرطًا ليس في كتاب الله، الحديث"، قاله ابن رسلان. قلت: ويحتمل أن يكون في صحف إبراهيم هذا الحكم أي المؤمنون إخوة، انتهى. قلت: وفي التنزيل العزيز: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} {الحجرات: ١٠} الآية، فلا حاجة إلى التأويل.