مكة، وقيل: هو وادٍ قِبَل الطائف. وقيل: واد بجنب ذي المجاز. وقال الواقدي: بينه وبين مكة ثلاث ليال، وقيل: بينه وبين مكة بضع عشر ميلًا، وهو يذكر ويؤنث، فإن قصدت به البلد ذكرته وصرفته، كقوله عزَّ وجلَّ:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ}(٥) , وإن قصدت به البلدة والبقعة أنثته، ولم تصرف كقول الشاعر:
(بعثًا) أي جيشًا (إلى أوطاس) واد في ديار هوازن، فيه كانت وقعة حنين للنبي - صلى الله عليه وسلم - ببني هوازن، على ثلاث مراحل من مكة، (فلقوا عدوهم) أي لبني هوازن (فقاتَلوهم، فظهروا) أي غلبوا (عليهم وأصابوا لهم) أي لبني هوازن (سبايا) أي: نساء مَسْبِيات.
(فكأن أناسًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحرَّجُوا) أي تنزهوا، واعتقدوا في وطئهن حرجًا وإثمًا (من غشيانهن) أي: من وطئهن (من أجْل أزواجهن المشركين، فأنزل الله) عزَّ وجلَّ (في ذلك) أي: في إباحتهن {وَالْمُحْصَنَاتُ} أي حرمت عليكم المحصنات، أي: ذوات الأزواج {مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} وفي نسخة: "لكم" (حلال، إِذا انقضت عدتُهن) والعدة حيضة، كما سيأتي في الحديث الآتي.
(١) في نسخة: "عدوًا". (٢) في نسخة: "أناس". (٣) في نسخة: "لكم". (٤) في نسخة: "عددهن". (٥) سورة التوبة: الآية ٢٥. (٦) قاله حسان بن ثابت - رضي الله عنه -. انظر: "لسان العرب" (٢/ ١٠٣٢).