قَالَ:"أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ، فَقُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ فَقُلْتُ: إِنّي أَتَيتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ، فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ (١) لَكَ،
===
عبادة بن دليهم (٢) - مصغر- ابن حارثة الأنصاري، الخزرجي، المدني، كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، وكان رجلًا ضخمًا جسيمًا، وكان إذا ركب الحمار خطت رجلاه الأرض، وكان من دهاة العرب، صحابي جليل، وأبوه صحابي أيضًا، مات سنة ستين تقريبًا. وقيل: بعد ذلك.
(قال) أي قيس: (أتيت الحيرة) بكسر المهملة، بلدة قديمة بظهر الكوفة. وقال في "معجم البلدان" (٣): مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له: "النجف"، زعموا أن بحر فارس كان يتصل به، وبالحيرة الخورنق بقرب منها، مما يلي الشرق على نحو ميل.
(فرأيتهم) أي أهل الحيرة (يسجدون لمرزبان لهم) وهو بفتح الميم، وضم الزاي: الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك، وهو معرب. وقيل: أهل اللغة يضمون ميمه، ثم إنه منصرف، وقد لا ينصرف.
(فقلت) أي في نفسي: (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحق أن يسجد له) لأنه أعظم المخلوقات وأكرم الموجودات (قال) أي قيس: (فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم) أي تعظيمًا له وتكريمًا، (فأنت يا رسول الله أحق) أي أولى وأليق منه (أن نسجد لك،
(١) في نسخة: "يسجد". (٢) كذا في الأصل و"التهذيب" (٨/ ٣٩٥) في ترجمة قيس بن سعد، والصواب: دُلَيْم، كما في "تهذيب الكمال" (٢٤/ ٤٠)، و"تهذيب التهذيب" (٣/ ٤٧٥) في ترجمة سعد بن عبادة، وغيرهما. (٣) "معجم البلدان" (٢/ ٣٢٨).