فَقَالَ (٣) عَلِىٌّ - رضى الله عنه -: أَنْشُدُ اللَّهَ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ أَشْجَعَ, أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَهْدَى إِلَيْهِ رَجُلٌ حِمَارَ وَحْشٍ, وَهُوَ مُحْرِمٌ, فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ". [حم ١/ ١٠١]
===
(لعثمان طعامًا) ضيافة (فيه) أي في الطعام (من الحَجَل) وهو طائر معروف (واليعاقيب) جمع يعقوب، وهو ذّكَر الحجل، يقال له بالفارسية: كبك، وفي الهندية: جكور (ولحم الوحش، فبعث) عثمان (إلى علي - رضي الله عنه -) يدعوه على الطعام (فجاءه) أي عليًا - رضي الله عنه - (الرسولُ وهو) أي علي (يخبط) الخبط: ضربُ الشجرة بالعصا ليتناثر ورقُها لعلف الإبل، والخبط بفتحتين: الورق الساقط بمعنى المخبوط (لأباعر) جمع بعير (٤)(له، فجاء) أي حضر الضيافة (وهو ينفض الخبطَ) أي يزيله ويدفعه (عن يده، فقالوا) أي عثمان ومن معه (له: كُلْ، فقال) علي - رضي الله عنه -: (أَطْعِمُوه) أي هذا الطعام (قومًا حلالًا؛ فإنَّا حُرُم) فلا يحل لنا أكله.
(فقال علي - رضي الله عنه -: أنشد الله من كان ها هنا من أشجع)، ولعله كان - رضي الله عنه - علم قبل ذلك أنهم سمعوه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سمعه (أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهدى إليه رجل) ولعله صعب بن جثامة (حمارَ وحشٍ وهو محرم، فأبى أن يأكله؟ قالوا) أي أشجع: (نعم).
(١) زاد في نسخة: "وصنع". (٢) زاد في نسخة: "قال". (٣) في نسخة: "ثم قال". (٤) الأباعرة جمع أبعرة، وهو جمع بعير، فالأباعر جمع الجمع، انتهى.