قال الحافظ في "تهذيب التهذيب"(١): روى أبو داود من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة -وهو الصواب- أن ردادًا أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله: "أنا الله، وأنا الرحمن، خلقت الرحم"، الحديث، ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(٢) من حديث محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي الرداد الليثي.
قلت: وتابعه شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري كذلك، وهو الصواب، ولفظ ابن حبان في ثقات التابعين (٣): رداد الليثي يروي عن ابن عوف، وذكر الحديث: حدثناه ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد، عن عبد الرحمن، قال: وما أحسب معمرًا حفظه؛ روى هذا الخبر أصحابُ الزهري عن أبي سلمة عن أبي عوف.
قلت: وكذا رواه ابن عيينة أخرجه الترمذي من حديثه، فقال عن أبي سلمة: اشتكى أبو الرداد (٤) الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن: سمعت، فذكره وقال: صحيح (٥)، وذكر رواية معمر، وقال: قال محمد بن إسماعيل: حديث معمر خطأ.
قلت: وكذا قال أبو حاتم الرازي: أن المعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن، وأما أبو الرداد الليثي فإن له في القصة ذكرًا إلَّا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوي رواية معمر، لكن قول معمر: رداد خطأ، وللمتن متابع
(١) "تهذيب التهذيب" (٣/ ٢٧٠). (٢) "الأدب المفرد" رقم (٥٣). (٣) انظر: "الثقات" (٤/ ٢٤١). (٤) كذا في "التهذيب"، ولفظ الترمذي (١٩٠٧): "اشتكى أبو الدرداء فعاده عبد الرحمن" ... إلخ. (ش). (٥) قال المنذري: في تصحيح الترمذي نظر؛ لأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه شيئًا، كذا في "الترغيب" (٣/ ٣٣٨). (ش).