عن أبي سعيد (٢) بن المعلى) الأنصاري المدني، صحابي، يقال: اسمه رافع بن أوس بن المعلى، وقيل: الحارث بن أوس بن المعلى، ويقال: الحارث بن نفيع الخزرجي، وأصح ما قيل فيه الحارث بن نفيع بن المعلى، توفي سنة أربع وسبعين، وهو ابن أربع وثمانين سنة.
(أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ به وهو) أي أبو سعيد (٣) بن المعلى (يصلي فدعاه) أي دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سعيد (قال) أبو سعيد: (فصليت) أي بقيت مشغولاً بصلاتي، ولم أجب على الفور (ثم) بعد ما أتممت صلاتي (أتيته) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال) أبو سعيد: (فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما منعك أن تجيبني؟ ) أي تجيب دعوتي على الفور؟
(قال) أبو سعيد: (كنت أصلي) أي منعني عن الإجابة على الفور أني كنت مشتغلاً بصلاتي، فكأنه تأول أن من هو في الصلاة خارج عن هذا الخطاب (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (٤)).
قال الحافظ في "الفتح" (٥): والذي تأول القاضيان عبد الوهاب وأبو الوليد
(١) في نسخة: "رسول الله". (٢) وهم فيه بعضهم، فقالوا: أبو سعيد الخدري، كذا في "الفتح" (٨/ ١٥٧)، و"العيني" (١٢/ ٤١٢). (ش). (٣) ووقعت القصة في الترمذي لأبيٍّ، وجمع البيهقي بالعدد، وتبعه الحافظ (٨/ ١٥٧). كذا في "المنهل" (٨/ ١٠٦). (ش). (٤) سورة الأنفال: الآية ٢٤. (٥) "فتح الباري" (٨/ ١٥٧ - ١٥٨).