بِاَللهِ وَمَآ أنُزِلَ عَلَيْنَا} الآية التامة التي في آل عمران (في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية:{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} أَوْ: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} شك الدراوردي).
والحنفية يحكمون بجواز الصلاة بأمثال هذه الآيات على ظاهر الرواية, وهذا الحديث بظاهره يدل على جواز قراءة الآيات في الركعات على خلاف النظم القرآني، فإن قوله تعالى:{قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} مؤخر في النظم، وقوله تعالى:{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ} مقدم، وكذلك قوله تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} الآية، والحنفية قالوا بكراهة القراءة على خلاف النظم، أي: منكوسًا.
والجواب عنه: أن البيهقي روى هذا الحديث من طريق سعيد بن منصور قال: ثنا عبد العزيز حدثني عثمان بن عمر بن موسى قال: سمعت أبا الغيث يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السجدتين قبل الصبح في السجدة الأولى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} إلى قوله {وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ}، والثانية {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} هكذا أخبرناه بلا شك، فهذا الحديث يدل على أن
(١) سورة آل عمران: الآية ٨٤. (٢) سورة آل عمران: الآية ٥٣. (٣) سورة البقرة: الآية ١١٩. (٤) زاد في نسخة: "قال أبو داود".