ذُكروا بهذا الاستفتاح، وجهر عمر به أحيانًا بمحضر من الصحابة لتعليمه الناس مع أن السنة إخفاؤه، يدل على أنه الأفضل، وأنه الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يداوم عليه غالبًا، وإن استفتح بما رواه علي أو أبو هريرة، فحسن لصحة الرواية به.
(ثم يقول: لا إله إلَّا الله ثلاثًا) أي ثلاث مرات (ثم يقول: الله أكبر كبيرًا ثلاثًا) أي ثلاث مرات، (أعوذ بالله السميع العلم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، ثم يقرأ) أي يشرع في قراءة القرآن.
(قال أبو داود: وهذا الحديث) أي حديث أبي سعيد الخدري (يقولون) أي المحدثون: (هو عن علي بن علي، عن الحسن) البصري (مرسلًا)(٢) أي لم يذكر فيه أبا سعيد الخدري، بل رفعه الحسن البصري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(الوهم من جعفر) أي وهم جعفر بن سليمان فرفعه موصولًا، قلت: أما أبو داود فضعفه ونسب الوهم إلى جعفر بن سليمان.
وجعفر بن سليمان هذا وثَّقه ابن معين، وقال أحمد: لا بأس به، وقال ابن المديني: وهو ثقة عندنا، وقال ابن شاهين في المختلف فيهم: إنما تكلم فيه لعلة المذهب، وما رأيت من طعن في حديثه، إلَّا ابن عمار بقوله: جعفر بن سليمان ضعيف، وقال البزار: لم نسمع أحدًا يطعن عليه في الحديث ولا في الخطأ فيه، إنما ذكرت عنه شيعيته، وأما حديثه فمستقيم.
(١) وفي نسخة: "وهذا حديث". (٢) أخرج المصنف الرواية المرسلة في "المراسيل" برقم (٣٢).