سليمان؟ قال: والله لقد استقام المنسم (١) وإن الرجل لنبى أذهب -والله- فأسلم فحتى متى؟ قلت: والله ما جئت إلا لأسلم.
قال: فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدم خالد بن الوليد، فأسلم، وبايع، ثم دنوت، فقلت: يا رسول الله إنى أبايعك على أن يغفر لى ما تقدم من ذنبى، ولا أذكر ما تأخر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَمْرُو بَايِعْ، فَإِنَّ الإِسْلَامَ يجُبُّ مَا قَبْلَهُ، وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ ما كانَ قَبْلَهَا» . قال: فبايعته، ثم انصرفت.
قال ابن إسحاق: وقد حدثنى من لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبى طلحة كان معهما أسلم حين أسلما، تفرد به (٢)
(الحسن البصرى عنه)
(١) استقام المنسم، وإن الرجل لنبى: معناه تبين الطريق، يقال: رأيت منسما من الأمر أعرف به وجهه، أى أثرا منه وعلامة، والأصل فيه من المنسم وهو خف البعير يستبان به على الأرض أذره إذا ضل. النهاية: ٤/١٤١. (٢) من حديث عمرو بن العاص فى المسند: ٤/١٩٨، وما بين المعكوفات استكمال منه.