فهو ابن أخى خديجة، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان ممن أسلم قديمًا بعد الصديق بأربعة، وقيل بخمسة، وكان عمره إذ ذاك خمس عشرة سنة على المشهور، / ولا خلاف أنه لم يبلغ العشرين، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وقال عروة:«إنه أول من سل سيفًا فى سبيل الله»(٢) ، وشهد بدرًا، وما بعدها، ولما ندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم [بنى قريظة] فانتدب الزبير ثلاثُا، فقال: «إِنَّ لِكُلّ بنى حَوَاريًّا، وحَوَارِىَّ (٣) الزُّبير [وفضائله] كثيرة جدًّا» ، وقد شهد فتح الشام، وحضر اليرموك، وحمل يومئذ على صفين من الروم (٤) . وكان يوم الجمل مع طلحة بن عبد الله فى صحبة عائشة أم المؤمنين [مقاتلاً لعلى] وقتل الزبير بوادى السباع، قتله عمرو بن جرموز ـ قبحة الله ـ وذلك سنة ست وثلاثين عن أربع وستين سنة وقيل ست أو سبع وخمسين سنة، وقد احتوت
(١) له ترجمة فى أسد الغابة: ٢/٢٤٩؛ والإصابة: ١/٥٤٥؛ والإستيعاب: ١/٥٨٠؛ والطبقات الكبرى: ٣/٧٠؛ والتاريخ الكبير: ٣/٤٠٩: والحلية لأبى نعيم: ١/٨٩. (٢) الحلية لأبى نعيم: ١/٨٩. (٣) صحيح مسلم بشرح النووى: ٥/٢٨١. (٤) صحيح البخارى بشرح فتح البارى: ٧/٨٠.