كان سيد قومه في الجاهلية، وإمامهم في الإسلام، لهُ ولأبيه وجده صُحبة، وشهد بيعة الرضوان، ومات أيام عُمر.
٢٨٥٢ - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن خالد بن عبد الله بن حرملة، عن الحارث بن خُفافٍ، عن أبيه خُفافٍ الغفاري، قال:(ركع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، ثم رفع رأسهُ، فقال: غفارُ غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعُصيةُ عصيت الله ورسولهُ، اللهم العنْ [بني] لِحيان، اللهم العن رِعْلاً وذكواناً، ثم كبر، ووقع ساجداً [قال خفاف: فجعلت لعنة الكفرة من أجل ذلك] )(٢) .
رواهُ مسلمٌ (٣) وقال البُخاري في المغازي، عن إسماعيل، عن مالك، عن زيد ابن أسلم، عن أبيه، قال:(خرجنا مع عُمر إلى السُّوق، فلحقت عُمر امرأةٌ شابةٌ، فقالت: يا أمير / المؤمنين هلك زوجي، وترك صبيةً صغاراً، والله ما [يُنضجُون كُراعاً ولا] لهم زرعٌ ولا ضرعٌ، وخشيتُ أن يأكلهم الضبعُ (٤) ، وأنا ابنةُ خفافِ بن إيماء [وقد] شهد أبي الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوقف معها عُمرُ، ولم يمض وقال: مرحباً بنسبٍ قريبٍ، ثم انصرف إلى بعير ظهيرٍ (٥) كان مربوطاً في الدار، فحمل غرارين
(١) له ترجمة في أسد الغابة: ٢/١٣٨؛ والإصابة: ١/٤٥٢؛ والاستيعاب: ١/٤٣٣؛ والتاريخ الكبير: ٣/٢١٤؛ وثقات ابن حبان: ٣/١٠٩. (٢) من حديث حفاف بن إيماء في المسند: ٤/٥٧، وما بين المعكوفين استكمال منه. (٣) الخبر أخرجه مسلم من ثلاث طرق في الصلاة: استحباب القنوت في جميع الصلوات: ٢/٣٢٣. (٤) الضبع: السنة المجدية وقد تقدم. (٥) بعير ظهير: قوي الظهر معد للحاجة. فتح الباري.