يتكلَّم العُلَماء ﵏ على أحكام الحدود في كتاب مستقل، ولعظيم أمر الزنى (١)، وكثرة أحكامه؛ جرى عامتهم على إفراده في باب منفرد (٢).
والحد في اللُّغة: المنع (٣). ولأجل ذلك سمي البوَّاب حدَّادًا؛ لمنعه الناس من الدخول، وسمي التعريف الجامع المانع حدًّا؛ لأنه يجمع معاني الشيء ويمنع دخول غيره فيه (٤).
وهو في الاصطلاح:«عقوبة مقدَّرة شرعًا لتمنع من الوقوع في مثله»(٥)، وعليه:«فلا يسمى التعزير حدًّا؛ لعدم التقدير، ولا القصاص؛ لأنه حق العبد»(٦).
(١) نصَّ ابن عقيل الحنبلي ﵀ على أن «أعلى الحدود حد الزنى». انظر: التذكرة في الفقه (ص: ٢٩٧). (٢) انظر: مختصر القدوري (ص: ١٩٥)، كنز الدقائق (ص: ٣٤٦)، التلقين في الفقه المالكي (٢/ ١٩٧)، الشرح الكبير للشيخ الدردير (٤/ ٣١٣)، المهذب في فقه الإمام الشافعي للشيرازي (٣/ ٣٣٤)، منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه (ص: ٢٩٥)، التذكرة في الفقه لابن عقيل (ص ٢٩٧)، الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل (٤/ ٢٥٠). (٣) انظر: تهذيب اللغة (٣/ ٢٦٩) مادة (حد)، مقاييس اللغة (٢/ ٣) مادة (حد)، طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية (ص: ٥٦) مادة (حدد)، مختار الصحاح (ص: ٦٨) مادة (حدد). (٤) انظر: المبسوط للسرخسي (٩/ ٣٦)، شرح أدب الكاتب (ص: ٢١). (٥) التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع (ص: ٤٣٩). وانظر أيضًا: الاختيار لتعليل المختار (٤/ ٧٩)، المبدع في شرح المقنع (٧/ ٣٦٥)، الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع (٢/ ٥٢٠). (٦) تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٣/ ١٦٣). وانظر أيضًا: المبسوط للسرخسي (٩/ ٣٦).