المذاهب في الجمع بين الصلاتين مذهب الإمام أحمد» (١).
ولكن ما قرَّره شيخ الإسلام وغيره نزرٌ يسيرٌ جدًّا، ومن هنا نشأتْ فكرة هذا البحث، وهي محاولةُ السير على خُطا هذا التقعيد الكلِّي في السعة أو الضيق في الأبواب الفقهية، من خلال النظر في المسائل التي وقع الخلاف فيها بين المذاهب.
ولما لهذه الفكرة من عظيم أهميَّة، ولعِظَم أمر الفقه في حياة المسلم؛ إذْ «منْ يُرِدِ الله به خيرًا يُفقِّهْهُ فِي الدِّينِ»(٢)؛ رغبتُ أنْ تكون هذه الفكرة موضوع هذا الكتاب، واللهَ أسأل التوفيق والسداد في القول والعمل، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
[مشكلة البحث]
تكمنُ مشكلة البحث في كثرة المسائل الخلافيَّة بين المذاهب الأربعة وصعوبة ضبطها، وكذا صعوبة إيجاد أصول وقواعد كليَّة ترد إليها مسائل الخلاف في الأبواب الفقهية، ومن هنا فإن هذا البحث يعالج مشكلة تشتُّت مسائل الخلاف ومحاولة جمعها تحت أصول أو قواعد أو ضوابط كليَّة من حيث السعة أو الضيق يسهل معها تصور أصول المذاهب في الباب.
ويتفرع عن مشكلة البحث الأسئلة التالية:
١. ما الأبواب الفقهية التي انفرد فيها مذهب من المذاهب الأربعة بالسعة أو الضيق دون غيره؟
(١) مجموع الفتاوى (٢٤/ ٢٨). (٢) أخرجه البخاري في (كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين) (١/ ٢٥) رقم (٧١)، ومسلم في (كتاب الزكاة، باب النهي عَنِ المسألة) (٣/ ٩٤) رقم (١٠٣٧)، (٣/ ٩٥) من حديث معاوية ﵁.