للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذمم (١) - فالمراد بها: «أن يشترك وجيهان عند الناس، ليبتاعا في الذمة إلى أجل، على أن ما يبتاعه كل واحد يكون بينهما، فيبيعانه ويؤديان الأثمان، فما فضل فهو بينهما» (٢). سميت بذلك؛ لأن «رأس مالهما وجههما، فإنه إنما يباع في النسيئة ممن له في الناس وجه» (٣)، وقيل: سميت بذلك لما فيها من ابتذال الوجوه بين الناس (٤).

وأمَّا شركة المضاربة -وتسمى القِراض- فالمراد بها: «أن يدفع رجل ماله إلى آخر يتجر له فيه، على أن ما حصل من الربح بينهما حسب ما يشترطانه» (٥)، والمضاربة مأخوذة من الضرب في الأرض، وهو السير فيها، وسمي هذا العقد مضاربة؛ «لأن المضارب يسير في الأرض ويسعى فيها لابتغاء الفضل» (٦)، وقيل: «يحتمل أن يكون من ضرب كل واحد منهما في الربح بسهم» (٧).


(١) انظر: منح الجليل شرح مختصر خليل (٦/ ٢٩٨).
(٢) روضة الطالبين وعمدة المفتين (٤/ ٢٨٠). وانظر أيضًا: الجوهرة النيرة على مختصر القدوري (١/ ٢٨٩)، التلقين في الفقه المالكي (٢/ ١٦٢)، الهداية على مذهب الإمام أحمد (ص ٢٨٤).
(٣) المبسوط للسرخسي (١١/ ١٥٢). وانظر أيضًا: المغرب في ترتيب المعرب (ص: ٤٧٨).
(٤) انظر: كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (١/ ١٠٢٧).
(٥) المغني لابن قدامة (٥/ ١٩). وانظر أيضًا: طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية (ص: ١٤٨)، شرح حدود ابن عرفة (ص ٣٧٩)، الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي (ص ١٦٤)، الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (٣/ ٥١٢).
(٦) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٦/ ٨٠). وقال الكاساني أيضًا: «المقارضة مأخوذة من القرض، وهو القطع، سميت المضاربة مقارضة لما أن رب المال يقطع يده عن رأس المال ويجعله في يد المضارب»، وقال ابن قدامة المغني (٥/ ١٩): «قيل: اشتقاقه من المساواة والموازنة. يقال: تقارض الشاعران. إذا وازن كل واحد منهما الآخر بشعره. وهاهنا من العامل العمل، ومن الآخر المال، فتوازنا» وانظر أيضا: المطلع على ألفاظ المقنع (ص: ٣١٣).
(٧) المغني لابن قدامة (٥/ ١٩). وانظر أيضًا: المطلع على ألفاظ المقنع (ص: ٣١٣).

<<  <   >  >>