ليعرفوه أنَّه أقرؤهم، فلما عرف ذلك قال: يؤمكم أقرؤكم لكتاب الله، ولا أقرأ هناك غيره، فكأنه قال: يؤمكم هذا» (١).
الدليل الثاني: عن أبي مسعود البدري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ» أخرجه مسلم (٢).
ووجه الدلالة من الحديث: الإطلاق فيه وعدم التقييد؛ وذلك أنَّ إطلاقه مقتضٍ تقديم الأقرأ على كل حال، ولو كان صغيرًا (٣).
الدليل الثالث: عن عائشة ﵂ قالت: «كنَّا نأخذ الصبيان من الكُتَّاب؛ ليقوموا بنا
(١) البيان في مذهب الإمام الشافعي (٢/ ٣٩٢). (٢) أخرجه مسلم في (كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب من أحق بالإمامة)، (٢/ ١٣٣)، رقم (٦٧٣). (٣) استدل بالحديث النووي من غير بيان لوجه الدلالة، والظاهر أن ما أتثبته هو وجه الدلالة. انظر: المجموع شرح المهذب (٤/ ٢٥٠).