ووجه الدلالة من الحديث ظاهرة، وذكر العمراني ﵀ الحديث عن عمرو ﵁ بلفظ آخر، وفيه:«كنت غلامًا قد حفظت قرآنًا كثيرًا، فانطلق بي أبي وافدًا إلى رسول الله ﷺ في نفر من قومه، فعلَّمهم الصلاة، وقال: «يؤمُّكم أقرؤكم لكتاب الله .. »(٤)، ثم قال: «فموضع الدليل من هذا: أنَّ القوم إنما قدموا به على النبي ﷺ
(١) انظر: الاختيار لتعليل المختار (١/ ٥٨)، العناية شرح الهداية (١/ ٣٥٨)، الدر المختار وحاشية ابن عابدين (١/ ٥٧٧). (٢) انظر: المدونة (١/ ١٧٧)، التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس (١/ ٦٣)، عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة (١/ ١٣٧)، مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (٢/ ٩٩). والمشهور في مذهب المالكيَّة عدم جواز إمامة الصبي مطلقًا، لكن تصح صلاة من خلفه في النفل خاصة، وإن كانت لا تجوز ابتداءً. (٣) أخرجه البخاري في (كتاب المغازي) (٥/ ١٥٠) رقم (٤٣٠٢)، ولم يبوب البخاري على الحديث. (٤) البيان في مذهب الإمام الشافعي (٢/ ٣٩١). والحديث بهذا اللفظ أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ٢٠٢٣)، قال ابن عبد البر: «قيل: إنه قدم على رسول الله ﷺ مع أَبِيهِ»، وقال المزي: «وقد روي من وجه غريب أن عمرًا أيضًا وفد على النَّبِيّ ﷺ وليس بثابت»، وقال مغلطاي متعقبًا المزي: «في قوله أيضًا: روي من وجه غريب نظر؛ لأنا رويناها من وجوه عديدة لا بأس بإسناد بعضها، ولئن سلمنا ضعفها فليست من وجه غريب كما قال»، وقال ابن حجر في الإصابة (٤/ ٥٣٢): «أخرج ابن منده من طريق حماد بن سلمة عن أيوب، عن عمرو بن سلمة، قال: كنت في الوفد، وهو غريب مع ثقة رجاله». وعمرو بن سلِمة مختلف في صحبته، قال النووي: «اختلف في سماعه من النبي ﷺ ورؤيته إياه، والأشهر أنَّه لم يسمعه ولم يره لكن كانت الركبان تمر بهم فيحفظ عنهم ما سمعوه من النبي ﷺ»، وقال المزي: «لم يثبت له سماع ولا رؤية من النبي ﷺ»، وقال العراقي: «يقال له صحبة وإنه وفد مع أبيه ولا يصح ذلك». ورجَّح المنتجيلي، وابن حبان، وابن حجر صحبته. انظر: الثقات لابن حبان (٣/ ٢٧٨)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/ ١١٧٩) المجموع شرح المهذب (٤/ ٢٤٨)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال (٢٢/ ٥١)، إكمال تهذيب الكمال (١٠/ ١٨١)، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (ص: ٢٤٣).