ووجه الدلالة في الآية: أنَّ الله أوجب على الرجلين الفاعلين الفاحشة الأذى، وهذا دليل على نفي وجوب الحد (٢).
الدليل الثاني: أن الصَّحابة ﵃ اختلفوا في عقوبة اللُّوطي، ولو كان حدًّا مأثورًا عن النبي ﷺ لما اختلفوا في ذلك (٣).
الدليل الثالث: أنَّ اللِّواط ليس بزنى؛ لأن الزنى اسم للوطء في قبل المرأة، ولذا يفرّق بينهما بالقول:(لاطَ وما زنى)(٤)، وكذلك فرَّق بينهما أهل اللغة؛ ولذا يقول الشاعر:
مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذِي ذَكَرٍ … لها مُحِبَّانِ لُوطِيٌّ وزَنَّاءُ (٥)
(١) انظر: التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس (٢/ ٢١٦)، القوانين الفقهية (ص: ٢٣٣)، مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (٦/ ٢٩٦). (٢) انظر: التجريد للقدوري (١١/ ٥٩١٠). (٣) انظر: البناية شرح الهداية (٦/ ٣١٠). (٤) انظر: المبسوط للسرخسي (٩/ ٧٨)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٧/ ٣٤). (٥) البيت لأبي نواس ﵀ في قصيدة من (الخمريَّات) مطلعها: دع عنك لومي فإنَّ اللومَ إغراءُ وداوني بالتي كانتْ هي الدَّاءُ انظر: الرسائل للجاحظ (٢/ ١٠٨)، خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي (١/ ٤٥٥)، ديوان أبي نواس (ص: ٦). تنبيه: تعقَّب ابن الهمام الحنفي ﵀ الاستدلال ببيت أبي نواس بقوله: «هو مولَّد لا تثبت اللغة بكلامه، مع أنَّه ينبغي تطهير كتب الشريعة عن أمثاله». فتح القدير (٥/ ٢٦٤).