قال: إن رأيت شيئاً غبطته استعملت بهما عمله، وإن رأيت شيئاً مَقتَّه ففتهما عن عمله وأنت شاكرٌ لله عز وجل في كل شيء.
فأما من شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه، فمثله كمثل رجل له كساء، فأخذ بطرفه ولم يلبسه فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر (١).
وعن يوسف بن أسباط رحمه الله تعالى قال: أخبرني بُجير: أن بعض الأمراء أرسل إلى أبي حازم، فأتاه وعنده الإفريقي والزهري وغيرهما، فقال له: تكلم يا أبا حازم.
فقال: إنَّ خير الأمراء من أحبَّ العلماء، وإنَّ شر العلماء من أحب الأمراء، وإنه كان فيما مضى إذا بعث الأمراء إلى العلماء لم يأتوهم، وإذا أعطوهم لم يقبلوا منهم، وإذا سألوهم لم يرخصوا لهم، وكان الأمراء يأتون العلماء بأبدانهم يسألونهم، وكان في ذلك صلاح الأمراء وصلاح العلماء، فلما رأى ذلك ناسٌ من الناس قالوا: ما لنا لا نطلب العلم حتى نكون مثل هؤلاء، فطلبوا العلم، فأتوا الأمراء، فحدثوهم، فرخصوا لهم، فقبلوا منهم، فخزيت العلماء على الأمراء، وخزيت الأمراء على العلماء (٢).
(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٢٤٣). (٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٢٤٤).