وإن كان ثواب الورع ذلك؛ لأنَّ الجزاء من جنس العمل، والورع من لازمه محاسبة النفس.
قال يونس بن عبيد رحمه الله تعالى: الورع الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس مع كل طَرفة (٢).
وروى ابن أبي الدنيا عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أَوْحَىْ اللهُ عز وجل إِلَىْ مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا مُوْسَىْ! إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَلْقَانِيْ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ ناَقَشْتُهُ الْحِسَابَ، وَفتَّشْتُهُ عَمَّا كَانَ فِيْ يَدَيْهَ إِلاَّ الوَرِعِيْنَ؛ فَإِنِّيْ أسْتَحْيِيْهِمْ وَأُجِلُّهُمْ، وَأُكْرِمُهُمْ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ"(٣).
[٤٨ - ومنها: الصيانة مع حسن الوجه وجمال الصورة.]
وليس في الأنبياء عليهم السلام إلا حسن الصورة، وكلهم معصومون.
وفي الحديث الصحيح:"إِنَّ يُوْسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَلَقَهُ الرَّحْمَنُ عَلَىْ صُوْرَتهِ"(٤).
(١) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ١٤٧). (٢) رواه البيهقي في "الزهد الكبير" (ص: ٣١٦). (٣) رواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص: ١١١). ورواه الطبراني مطولاً وسيأتي بتمامه قريبًا. (٤) الشطر الأول من الحديث رواه مسلم (١٦٢) عن أنس - رضي الله عنه -، والشطر الثاني رواه البخاري (٥٨٧٣)، ومسلم (٢٨٤١) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.