وقال الله تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}[الرعد: ٢٩].
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لما خلق الله الجنة، وفرغ منها، قال:{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}، وذلك حين أعجبته. رواه ابن جرير (١).
وروى الإمام أحمد، وأبو يعلى، وابن حبان، وغيرهم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن رجلاً قال: يا رسول الله! طوبى لمن رآك، وآمن بك، قال:"طُوْبَىْ لِمَنْ رآنِيْ، وَآمَنَ بِيْ، ثُمَّ طُوْبَىْ، ثُمَّ طُوْبَىْ، ثُمَّ طُوْبَىْ لِمَنْ آمَنَ بِيْ، وَلَمْ يَرَنِيْ"، قال رجل: وما طوبى؟ قال:"شَجَرَةٌ فِيْ الْجَنَّةِ مَسِيْرَةَ مِئَةِ عامٍ، ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمامِها"(٢).
* الفائدة التي بها تمام عشرون فائدة: الفلاح؛ وهو الفوز بالخير في الدنيا؛ ومنه استجابة الدعاء، كما قال تعالى:{وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}[الشورى: ٢٦]؛ أي: يعطيهم ما سألوا، ويزيدهم من فضله زيادة لم يسألوها.
وفي الآخرة؛ وهو شامل لكل خير اخْتُصَّ به الصالحون.
(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٣/ ١٤٧). (٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٧١)، وأبو يعلى في "المسند" (١٣٧٤)، وابن حبان في "صحيحه" (٧٤١٣).