بكم، فنزلوا من الغيران والحدائر، وأظلة الأشجار ورؤوس الجبال، فمرَّ بهم فقال: اللهم اغفر لنا - ثلاثاً -.
قالوا: يا روح الله! إنا رجونا أن نسمع منك اليوم موعظةً، ونسمع منك شيئاً لم نسمعه فيما مضى.
فأوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه السلام: قل لهم: إني من أغفر له مغفرةً واحدة أُصْلحُ له بها دنياه وآخرته (١).
١١٦ - ومن آدابهم: تكرار الدعاء ثلاثاً كما في هذا الأثر.
وكما تقدم عن داود عليه السلام: أنه كان يُكرر دعاءه في الصباح والمساء ثلاثاً (٢).
ولا بأس بالزيادة على الثلاث مرات لأنَّ الإلحاح في الدعاء مطلوب من غير اعتداء.
لكن ذكر أَبو طالب المكي في "قوته": أنه استقصى أدعية القرآن فلم يجدها تزيد على سبعة، قال: فأستحب أن لا يزيد الدعاء على سبع مرات.
[١١٧ - ومن آدابهم: أنهم يسألون الحاجات عند الاضطرار.]
روى ابن أبي شيبة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لقد قال موسى عليه
(١) كذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٢٠٤) إلى الإمام أحمد.(٢) تقدم تخريجه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute