فانظر كيف أدخل نفسه معهم في الحذر والخوف بقوله:{فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا}[غافر: ٢٩] ليفهمهم أنه ساهمهم فيما يخشاه عليهم ليقبلوا على كلامه، وتقبل نصيحته وموعظته.
وفيه إشارة إلى أن الملك إن لم يحطه صاحبه بالعدل والإنصاف، والكف عن الجور والانكفاف، فهو متعرض لزوال ملكه، بل لنزول هلكه؛ فافهم!
* فائِدَةٌ خامِسَةَ عَشْرةَ - وهو من اللطائف -:
روى الدينوري عن محمد بن إسحاق قال: كل نخلة على وجه الأرض فمنقولة من الحجاز، نقلها النماردة إلى المشرق، ونقلها الكنعانيوون إلى الشام، ونقلها الفراعنة إلى باب البون، وفي أعمالها وحملها التبابعة في مسيرهم إلى اليمن، وعمان، والشحر وغيره (٢).
(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٤٦٣). (٢) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٨٠).